الأحد، 28 فبراير 2016

العمل حياة

يقول الله فى كتابه العزيز" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
وهذا يعنى أنه إذا كان رسوله قد لحق بالرفيق الأعلى وليس هناك من هو على درجة المؤمنين الأوائل فالله حى رقيب على ما نفعل وهذا يدعونا لمراقبة عملنا فى الحياة لأنه مطلع على أعمالنا وهذا يستدعى أن يكون لعملنا مواصفات نلتزم بها لترضى الله سبحانه وتعالى وقبل الخوض فى ذلك لابد أن نتحدث عن قيمة العمل فى حياة الفرد والأمة لأن إدراك قيمته تحفيز على أدائه :
ــ العمل يحقق للإنسان وجوده فى الحياة فلو امتلك إنسان ما أموالا طائلة تغنيه عن الاحتياج للعمل وعاش ليستمتع بهذه الأموال فى إنفاقها على لهوه وملذاته سينتهى به الحال للإحساس بالملل والانتحار لنه لا يجد لنفسه قيمة ولا منفعة يقـدمها للآخرين تشعره بأهميته لهم وأهميته لذاته فهو كالميت يحيا بأنفاس زائفة
ــ  العمل يساعد على تفجير طاقات الإنسان والحفاظ على شبابه وصحته لأن العمل يقتضى النشاط سواء أكان نشاطا ذهنيا أو عضليا أما الكسل فهو قتل بطئ له ويدرك ذلك من وصلوا لسن المعاش ولم يفكروا فى مواصلة العمل بعد الوظيفة معظمهم يصاب بالأمراض والشيخوخة فى حين أن من يواصلون العمل يحافظون على صحتهم وقوة ذهنهم
ــ العمل يكفى الإنسان ذل السؤال لأنه يساعد الإنسان على تحقيق ما يكفيه ليعيش هو وأسرته وهو بذلك يكفل له كرامته واستقلال قراره وتدرك ذلك المرأة العاملة لأن المراة فى مجتمعاتنا تعامل للأسف كتابع ولكنها حين تعمل تكفل لذاتها الاستقلالية والحفاظ على نفسها وكرامتها
ــ كل من يعمل ويبذل مجهودا خارقا فى عمله ينام مغفورا له حيث قال رسولنا الكريم " من بات كالا من عمله بات مغفورا له " وهذا فى حد ذاته ربح الآرباح وكنز الكنوز لكل منا
ــ العمل يبنى مجد الأمة فلم نسمع عن أمة ارتقت وعلا شانها بدون عمل أفرادها وتكامل أعمالهم لبنائها ولكى تصبح مستقلة لا تتذلل لأحد يتحكم فيها بما يقدمه لها
وهذه القيمة الخيرة تقودنا للحديث عن مواصفات العمل الذى يبنى الأمة ويحقق رقيها واستقلالها :
ــ إخلاص النية لله وهذا يجعلنا نعمل ونحن على يقين أن ما نقدمه لن تضيع نتائجه فحتى لو لم نجد من يقدر عملنا من البشر فالله خير من يقدر قيمة العمل وأكره ما سمعت موظفا يعمل بلا اهتمام ويقول " على قدر ما يدفعون أعمل "
ــ إتقان العمل إذا كنا نعلم يقينا ان الله رقيب علينا والإتقان لا يبنى الوطن فقط إنه يحقق لنا السعادة ويقينا شر الحوادث فكل سلعة ننتجها إذا أتقناها انتفعنا بها حق الانتفاع وكل بناء نشيده باهتمام نستفيد منه ولا يكون سببا فى إحداث الحوادث التى تسبب لنا كثيرا من التعاسة والآلام
ــ الإبداع فى العمل وهذا يعنى أن نطور من عملنا بصفة دائمة ولا نكتفى بما اعتدنا تقديمه ولا نتصور أن ذلك ينفع الوطن وحده بل ينفع العامل ذاته لأن تطوير الأداء يكسر الملل الذى يؤدى لكراهية العمل والملل والشعور بالاكتئاب من الوظيفة أو حتى المهن الحرة بل إن التميز هو ما يجعل الإنسان يشعر بقيمته فى حياته وحياة الآخرين
وإذا كنا نتحدث عن قيمة العمل ومواصفاته فالسؤال الذى يطرح نفسه الآن لماذا تتعطل معظم طاقاتنا البشرية ولا اتحمل الجواب الذى يقول لايوجد عمل او لا يوجد عمل مناسب لقد خلق الله لكل منا عقل يفكر ويبدع وخلق فى كل منا مواهب تميزه عن غيره فعلينا ان نفتش عن هذه المواهب وننميها ونخطط ونتحمل مشاق الحياة لنشعر بطعم النجاح الذى نصنعه بمجهودنا وبتوفيق الله الذى يمنحه لمن يتقنون عملهم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق