الخميس، 7 يناير 2016

الإعلام الإليكترونى ما بين النور والظلام

الإعلام وسيلة واسعة الانتشارلإيصال أخبار او معلومات فى  شتى نواحى المعرفة وهذا 

يعنى أن الإعلام مسئول عن تشكيل الوعى المجتمعى وهذا يضعه فى إطار مسئولية 

جسيمة فإما أن يرقى بالمجتمع او يهبط به إلى هوة الهلاك 

ومع تطور الحياة المتسارع تطور الإعلام من مسموع إلى 

مرئى ثم إليكترونى وهو موضع نقاشنا فى هذا 

المقال الإعلام الإليكترونى يختلف تماما عن الإعلام الذى كنا 

نعهده فى الماضى ونقصد مواقع التواصل الاجتماعى المكتوبة أو المرئية ، وهو إعلام 

ذو طبيعة خاصة ، فكل منا اليوم صار يلعب الدورين فى وقت واحد فهـو الإعلامى 

والمتلقى ؛ لأننا أصبحنا ببساطة نستطيع امتلاك صفحة أوقناة على هذه المواقع أو مدونة فى دقائق

معدودة وفى ذات الدقائق ننشر ونتلقى من غيرنا 

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن : هل هذا الإعلام على هذا النحو من اليسر والبساطة 

أفضل من الماضى ؟

والحقيقة أن الإجابة عن هذا السؤال تتلخص فى كونه كأى شئ فى هذه الحياة له جناحان 

أحدهما مضئ والآخر مظلم  ،  وكلاهما يتوقف على طريقة استخدامنا له

أولا المضئ :

أنها تحقق رغبات الكثيرين فى تحقيق حلمه بالالتحاق بالإعلام بأيسر الطرق وتساهم فى نشر التوعية والإعلان عن منتج أو طفل مفقود وكل هذا بالمجان

ثانيا المظلم : 


تزييف الوعى وتسفيه الفكر والتشهير بالأبرياء

فنرى البعض ينشر شائعات لجذب الزوار لموقعه وتحصيل الأموال على جثث ضحايا 

التشهير، والبعض الآخر ينشر أكاذيب فى صورة معلومات ثقافية خاطئة  : كأن يضع 

صورة عالم أو فيلسوف أو سياسى ويكتب تحتها قول مأثور وفى أغلب الأحيان تكون 

معلومات مغلوطة ، أو ينشر معلومات طبية غير موثقة وكل هذا يشكل خطورة على 

وعى المجتمع وتماسك افراده ومن شأنه نشر الفرقة والكراهية 

ولكن إذا كان الناشر يتحمل مسئولية الكذب على الآخرين فالمتلقى  أيضا لابد أن يتحمل مسئولياته فى البحث والتدقيق فيما يقرأ ويشاهد وخاصة قبل نقل ما يقرأ والإعجاب به ، كما ان هذا يجعلنا نشكل لأنفسنا وعيا مستقلا وينأى بنا عن وقوعنا فريسة للبعض كى يعبث بعقولنا 

وفى النهاية أود أن أنوه لكل من ينقل اتق الله فيما تنقل وانت فرح بالإعجابات  فربما 

تسببت فى ضياع مستقبل إنسان وحصدت ذنوبا لا حصر لها فى دقائق معدودة وأنت 

تنقله ولنا فى حديث الرسول اسوة حسنة حيث قال :   ( كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع )  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق