الأربعاء، 16 يناير 2013

متى تتوقف المؤامرة ؟!


لك الله يا مصر وكأن الأحزان خلقت من أجلك ومن أجل شعبك المسكين الذى تتوالى عليه الأحداث الجسام بشكل متتابع دون توقـف
والثابت أن هذه المآسى لاتنال إلا الفقراء الذين مازالوا يدفعون فاتورة الإهمال الذى أوله العهد البائد وآخره حتى هذه اللحظة عهد ما بعد الثورة والحقيقة أننا خلعنا رئيساً طاغية قتل الآلاف من أبناء الوطن رحل بدماء شبابنا الطاهر الذى مايزال يجود بدمائه لاستكمال الثورة
ولو تتبعنا الأحداث منذ تولى الدكتور مرسى أول رئيس مدنى بعد الثورة وجدناه قد جاء وقلوب المصريين ممزقة بين مرشح ينتمى لنظام بائد وهو الذى أقنع البعض نفسه انه
ينتمى للميدان رغم كل الصفقات التى علمنا بها أثناء الثورة وبعدها ولكن المصريين تجاوزوا هذا كى
نتخلص من بقايا الماضى  وبعد توليه توالت الأزمات من انقطاع الكهرباء إلى انتشار القمامة وبعد رحيل المجلس العسكرى توقفت هذه التجاوزات مما اقنعنا أنها كانت مؤامرة لإفشال الرئيس وأنه كان ضحية وبعد رحيل المجلس العسكرى وهكذا صار الدكتور مرسى يحكم
بلا منافس  ولكن يبدو أن دور الضحية قد افتتن به الرئيس ورأى فيه غايته المنشودة متناسياً تماماً وعود المئة يوم الأولى معتقداً أن نظرية المؤامرة ستكون سنداً قوياً يصدره للشعب كلما واجهته مآساة
ولو تأملنا كيف تم اختيار رئيس الحكومة ومن بعده الحكومة كاملة نجدها اعتمدت على أهل الثقة وليس الكفاءة والخبرة ونحن فى لحظة حرجة تحتاج إلى أكفأ الأكفاء لنخرج من النفق المظلم الذى نكاد نختنق فيه  ولكن الرئيس وحكومته على ما يبدو لاتدرك ذلك ولكنها تتصور أن الصلاة والدعاء والبكاء من خشية الله عوامل تكفى لمواجهة الأزمات
ليس بالنوايا الحسنة تحل المشكلات ولكن بالتخطيط السليم واختيار كل من يؤدى دوره على أساس كفاءته لهذا الدور ثم نستعين بالله
ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة فى رحلة الهجرة أعد الخطة واختار لأداء الأدوار كل من يصلح لها فدليل الهجرة كان كافراً
ولكنه خبير بالطريق أمين وأسماء تأتى بالطعام لأنها امرأة وكانت حاملاً فلن يشك بها أحد أنها تستطيع حمل الطعام والصعود به إلى غار فى أعلى الجبل وعامر بن فهيرة يمسح آثار المشركين بالغنم التى يعمل برعيها وهكذا سارت السيرة النبوية وارتكزت على التخطيط السليم والكفاءة
والفترة الماضية قدمت لنا حوادث كبرى كان علينا ان ننتبه مع أول مأساة ونحدد موطن الخلل ونعد له عدته ولك يبدو أننا نعتمد على أن النسيان يداوى الجروح ولكن الجروح صارت يومية وصرنا ندفن شهداءنا يوماً بعد يوم مما جعل النسيان عسيراً
وفى حادث البدرشين الأخير نرى الكل يلقى بتبعة التهمة على الاخر وكأن كل ما يهم الجميع هو التنصل من هذه الجريمة دون المحاولة
للوصول غلى حل المشكلة الذى يبدأ بمعرفة الأسباب ولكننا سنج المشكلة سيسقط مسئوليتها فى النهاية على السائق وعامل المزلقان
فى عودة لنفس السياسة القديمة سياسة كبش الفداء
الإهمال يغطى مصر التى تحتاج لتكهين كل ما بها وتجديده فشهود العيان يقرون بتهالك السكة الحديد والكارثة الكبرى ان المستشفيات
لاتملك استعدادات لمواجهة الكوارث وكل ما يهم المسئولين الظهور على الشاشات فثبات الوجود وإلقاء التهم على الآخرين وإبراز نظرية المؤامرة التى صارت تشبه عفريت العلبة الذى يظهر بين حين وآخر لإثارة فزع المواطنين من المعارضة المتآمرة ولإلهاء الناس عن الفشل الناتج من عدم وجود استراتيجـية واضحة لمواجهة الأزمات بل ولمنعها
سياسة الكذب والتعتيم لم تنفع مبارك لأنها تنكشف نحتاج أن نوقف نزيف الدم الذى صار رخيصا
ولن يتم ذلك إلا بعدة إجراءات :
أولاً : أن يتم اختيار المسئولين على أساس الكفاءة بل التميز والمصريون متميزون فى كل أنحاء العالم يطورون لغيرنا فلماذا لانستفيد من كفاءتهم
ثانياً : ان نضع أيدينا على مواضع الخلل ونحددها بدقة وبشفافية دون تكبر لن تحديد مواضع الخلل بداية حلها
ثالثاً : أن يدرك الحاكم انه منذ تولى الرئاسة ومعه الحكومة أنه مسئول عن وطنه مسئولية كاملة حتى يدرك أن الإهمال سيتحمل مسئوليته كاملة ومن ثم نجد العمل على قدم وساق
رابعاً : أن يعلم المسئول أن الإعلام مسئوليته إبراز كل ما يحدث حتى نستطيع مواجهة الأزمات وليس هذا من قبيل المؤامرة وأن النقد
يحقق التميز لأنه يبصرنا بأخطائنا  اتقوا الله فى مصر وشعبها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق