السبت، 6 أكتوبر 2012

متى يكتمل العبور العظيم ؟


تمر فى هذه الأيام ذكرى مجيدة هى ذكرى العبور العظيم الذى يعد أشبه بمعجزة إلهية من الله بها علينا بعد صبر وصمود وكفاح داموا لست سنوات عقب هزيمة منكرة منيت بها مصر ولكن بعد الهزيمة بأيام استطاع المصريون أن يجمعوا شتاتهم ويكفكفوا دموعهم فى إصرار معهود عن الشخصية المصرية التى لاتعرف الاستكانة أو الرضا بالهزيمة
والحقيقة أن هذه المناسبة العظيمة تمر فى هذا العام لأول مرة ومصر تنعم بحكم مدنى مهما تحفظنا عليه
ومهما انتقضناه فهو خطوة أولى نحو ما كنا نريده وهو أن ننعم بحكم مدنى
والحقيقة من خلال مقالى أحاول الربط بين نصر أكتوبر المجيد وثورة الخامس والعشرين من يناير
ولعل التشابه الأول  بينهما هو جيشنا العظيم الذى عبر قناة السويس فى السادس من أكتوبر ليضرب نظرية الأمن الإسرائيلى التى لا تقهر ويصبح أسطورة يرويها العال وجيشنا أيضاً حقق عبوراً فى ثورة الخامس والعشرين من يناير حين عبر بالثورة بعيداً عن الحرب الأهلية وحمى مصر وثورتها وبالطبع أتحدث عن جنودنا البواسل الشرفاء الذين رفضوا الانضملم للفساد ونصروا الحق وخاصة ضباط الثامن من أبريل هؤلاء هم من حموا ثورتنا وأقل ما نقدمه لهم أن يتم العفو عنهم جميعاً وأن نكرمهم كما نكرم
أبطال اكتوبر تقديراً لهذا الدور التاريخى لابد أن نتعلم كيف ننسب الفضل لأهله فلا يليق أن نحيا ونموت فى أسطورة البطل الأوحد الذى يستأثر بكل مشاهد الفيلم وحده حرب أكتوبر ملحمة بطولة جماعية وليست حكراً على افراد يستخدمونها لتثبيت حكمهم الفاشل أو غنيمة ينهبون خيراتنا من خلفها
ولكن ماذا بعد العبور الأول والثانى وهذا يقودنا إلى التشابه الثانى أن كلا العبورين لم يُقدر له أن يكتمل
العبور الأول رغم أنه كان معجزة يتحدث عنها العالم إلا انه أصيب بنكسة كبيرة فيما يعرف
بمعاهدة السلام التى قضت على هذا النصر المجيد وكأننا انتصرنا للصهاينة لا لوطننا
لقد استطاعت الصهاينة  أن يحققوا بالسلام المزعوم رغم هزيمتهم ما لم يحققوه بالحرب وبنصرهم علينا
فى نكسة  يونيو فأصبحت سيناء بلا جيش مرتعاً وملعباً لهم وانتشرت المخدرات وتسرطنت التربة
وعاث الجواسيس يفسدون فى مصر وكل هذا من جراء السلام الكاذب وتطورت العلاقات
لتنال الغاز بثمن بخس ونحن نتشاجر ونتقاتل لأجل أنبوبة غاز وهكذا لم يكتمل عبورنا
وذات السيناريو يتكرر فى ثورتنا التى وقفت فى نصف الطريق بتنحى مبارك رغم كل المظاهرات الحثيثة
لتحقيق أهدافها إلا أننا مازلنا فى نصف الطريق
علينا أن نتعلم كيف نتم ما نبدأ من عمل وأن نتقنه حتى لانقف فى منتصف الطريق نبكى خيبة الأمل
لقد تجاهلت معاهدة السلام دماء الشهداء وكل من فقدوا عضوا من أعضائهم من أجل مصر والسبب فى ذلك
سياسة التساهل والعجلة لقطف الثمار والتى اتبعناها فى الثورة متجاهلين دماء الشهداء وآلام المصابين من أجل التنافس على الثمار وأقسم بالله أن من يلهثون دائماً وراء الثمار مضيعين حقوق من ضحوا
من أجلهم لاينالون إلا الخزى والعار لذا علينا أن نجتهد ونكافح ليكتمل العبوران الأول والثانى
ولن يتحق اكتمال العبور الأول إلا بإعادة النظر فى معاهدة السلام وعدم التهاون فى حقوقنا وكرامتنا
وأن ننسب فضل العبور لأهله الحقيقيين ونكرمهم ما يستحقون من تكريم
وعبورنا الثانى يكتمل إذا سعينا للقصاص لدماء الشهداء وأسرعنا فى علاج مصابينا وكرمنا ضباطنا الأجلاء الذين حمونا بالفعل وأخيراً حققنا أهداف الثورة كاملة دون تهاون فى شئ أو اكتفاء بالفتات
دون تساهل أو خشية من أحد
ولنتذكر قول الله تعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ونصرة الله تأتى بنصرة الحق والعدل
وإعطاء الحقوق لأصحابها والله المستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق