الجمعة، 22 يونيو 2012

سقوط النخبة وصمود الثورة


فى حياة الإنسان لحظات فاصلة إما أن يحفظ تاريخه و كفاحه الطويل وإما أن يضيع تاريخه وإما أن يصنع لنفسه تاريخاً فى تلك اللحظات ولدينا من التاريخ شواهد دالة عـلى ذلك  فالحجاج بن يوسف الثقفى سفاح الدولة الأموية كان أكثر الناس تقوى لله ومحفظاً للقرآن فى قريته ولكن السلطة أودت بهذا كله بعد أن أصبح وزيراً للأمويين ونعيم بن مسعود الذى أسلم أثناءغزوة الخندق ذكره التاريخ لموقف واحد قدمه
ألا وهو إيقاع الخلاف بين قوى الأحزاب التى تحالفت ضد المؤمنين فى المدينة فكان سبباً من أسباب انتصار المسلمين وهناك الشيخ أحمد ياسين الذى ثبت على جهاده أما الصهاينة ورفض ان يهادنهم حتى لقى الشهادة وهو يؤدى صلاة الفجر على يد العدو الصهيونى فلحظات الشدة يميز الله بها الناس ما بين ثابت ومتحول وفئة بين هذا وذاك لاموقف لها 
هى تسير وفق الظروف التى تقودها وأثناء الفترة الانتقالية تبيننا الثابت والمتحول والذى لامبدأ له ولا موقف ولعلنا نشهد الآن موقفاً عصيباً وهو صدور هذا الإعلان الدستورى المكمل الذى ضيع أحلامنا فى دولة مدنية ديموقراطية حلمنا بها وضاع من أجلها زهرة شبابنا وفقد فيها آخـرون عيونهم فمن الذى قادنا لما نحن فيه إنها النخبة
لا الإخوان فحـسب بل هى النخبة بين طامع فى السلطة وبين عاجز عن تحمل الظروف العصيبة التى تمر بها أى بلد قامت فيها ثورة وأبرز مثال فى هذه اللحظة حل مجلس الشعب بصرف النظر عن اتفاقى أو اختلافى حول أداء هذا المجلس فالذى تسبب فى حله النخبة لا المجلس العسكرى حيث أكد محـلل سياسى أن المجلس العسكـرى صاغ قانون انتخابات مجلس الشعب على أساس يجعل حق الأحزاب فى المشاركة بنسبة 50% على أن تكون الخمسون الأخرى للفردى المستقلون ومع رفض القوى السياسية مجتمعة
أضطر لتعديل القانون حتى يصبح الثلثين للأحزاب والثلث الآخر للفردى الذى طمعت الأحزاب أيضاً فى نصيبه فهل يليق هذا بنخبة مخلصة للوطن والعجيب أن بينهم عالمين بالقانون الدستورى ويعلمون أن هذا ليس دستورياً ولكنهم صمتوا لصمت المجلس العسكرى مادام سيوافق فلا غضاضة فأين المبدأ فى هذا فهل تخلصنا من نظام قمعى مستبد طامع ليعود إلينا نظام ظاهره الثورة وباطنه فكر قديم
متجذر فى النفوس كيف يدعى هؤلاء الديموقراطية وهم لاهثون سعياً وراء السلطة أغرقونا حتى نال من الثورة المتربصون بها
ولم يثبتوا إما طمعاً أو ضعفاً فى نفوسهم وللأسف هناك من هذه النخبة من سيدافع عن هذا الإعلان الدستورى المكمل باستماتة وما  ذلك إلا لرفضهم للإخوان وهذا ينم عن ضعف فى نفوسهم وافتقارها إلى الخوف على مصالح الوطن ولهذا سينحازون للإعلان الدستور العجيب الذى لم تشهده دولة فى العالم من قبل ومبرراتهم حاضرة وهى عدم سيطرة الإخوان على كل شئ فلا يحركهم مصلحة الوطن ولا إيمانهم بقدرتهم على مقاومة القمع أيا كانت صورته هم يبحثون عن السلطة والراحة معاً راضين بما سيحصلون عليه من سيدهم الجديد كما كانوا مع خليفته القديم  على الجانب الآخر فإننا نجد شباباً طاهراً قام بالثورة وهو الذى مهد لها وحرك المياه الراكدة
فى الشارع قبل قيامه مازال ثابتاً لأنه قام بالثورة أملاً فى أن تنال مصر مكانتها التى تستحقها وأن ينعم أبناء الوطن بالأمان ولقمة العيش الكريمة وشربة الماء النقية لا سعياً وراء سلطة وهذا سر قوته وصعوبة النيل منه أو إضعافه فهو لايملك مالاً أو حزباً لا يملك
إلا إيمانه بالثورة وعزيمته ويقينه بالله الذى وعد المتقين بالنصر هم لايقبلون أنصاف الثورات او أنصاف الحـلول صامدون
إزاء ما يلقون من تشويه وتنكيل فنحن فى هذه اللحظات العسيرة نتبين كيف تسقط النخبة وتنهار شمسها التى أدرك الشعب أنها نور زائف
فى حين تشرق شمس المخلصين من أبناء الوطن المدافعين عن ثورته التى بنورها نرى الحق والعدل على أرض الوطن
لاتحزنوا لما نحن فيه الآن لأن الله لايرضى بالظلم فكلما اشتدت الظروف فاعلموا أن نصر الله قريب واشتداد الأزمة
يكشف الله بها أقواما ويكشفها لتزول وساعتها سنحمد الله الذى أفرز لنا المخلصين الذين يستحـقون ثقتنا حيث أن ثورتنا ساعتها لن يركبها الزائفون وهنا أتذكر قول الله تعالى : ( وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) النصر قريب إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق