الاثنين، 21 مايو 2012

السـير نحو المجهول

هـذا المقال يتحدث عن تصارع المرشحين على كرسى الرئاسة فى ظل ظروف تثيرالقلق الشديد حيث تقام الانتخابات فى ظل ظروف عجيبة ومثيرة للتساؤل وهذا هو المقال: تخوض مصر عما قريب أول انتخابات رئاسية فى تاريخها الطويل وهى انتخابات جاءت على جثث الشهداء وأنّات المصابين وأسرهـم وعذابات المعتقلين فهذا يضيف لها قيمة كبيرة إلى جانب كونها سابقة من نوعها فى تاريخ مصر والحقيقة أن كل ما يحيط بهذه الانتخابات يجعلنى أشعر أننا نسير فى طريق محفوف بالمخاطر نحو مجهول لا يعلمه إلا الله فكل ما يحيط بالانتخابات يثير القلق والعجب الشديد فلدينا مرشح عـسكرى رغم رغبتنا فى دولة مدنية وهو الفريق شفيق الذى يثير حالة من القلق لدى الكثيرين وذلك لانتمائه للنظام البائد قلباً وقالباً فقد كان رئيساً لحكومة المخلوع وفى عهده شهد ميدان التحرير مجزرة موقعة الجمل وهو ما يناقض وعوده للمنتخبين بقدرته على استعادة الأمن فى أربعة وعشرين ساعة بل ما جعل بعض المحللين يرونه تواطؤاً مع أجهزة الدولة
حيث مازلنا نعيش حالة الانفلات الأمنى وهو أيضاً يهدد بتصعيد الموقف ضد الرافضين له إذا فاز فى الانتخابات الرئاسية مستشهداً بمأساة العباسية ويستخدم فى دعايته صولاته وجولاته فى حرب أكتوبر كما فعل المخلوع طيلة حكمه ومن ناحية أخرى فإنه ويا له من أمرعجيب حصل على أعلى أصوات فى الخارج فى ( إسرائيل )ويبدو أنه متحالفاً مع مبارك يقدمان أبلغ دعاية لأبطال أكتوبر فإن سكان
( إسرائيل ) ومن يعيش معهم ممن يطلق عليهم أنهم ( مصريون )يتفقون على احترام وحب هؤلاء الأبطال الذين هزموهم فمبارك كنز استراتيجى يبكيه حاخامات اليهود ويدعون له ليعود حاكماً لمصر وخليفته شفيق يحصد أعلى نسبة أصوات هناك إن أخشى ما أخشاه أن ياتى اليوم الذى تنال فيه هذه الأفعال من مشاعر المصريين العميقة تجاه حرب أكتوبر المجيدة التى أتت بمبارك ويستخدمها خليفته لاستقطاب مشاعر المصريين والحصول على أصواتهم
والمثير للعجب والقلق أيضاً أنه تحيط به مجموعة من البلاغات مؤيدة بالمستندات حول فساد مالى أثناء عمله وزيراً للطيران الذى استخدمه البعض وسيلة دعائية أيضاً لبيان إنجازاته الوطنية
فى المطار التى ربما تكشف الأيام القادمة لنا مفاجآت انها لم تكن سوى غطاء لهذا الفساد المالى
فأى انتخابات هذه التى تحمل بين مرشحيها مرشحاً كهذا ولماذا لم تتخذ اللجنة العليا للانتخابات إجراءً ضده حتى هذه اللحظة وبنفس السرعة التى حدثت مع أبو إسماعيل الذى لم أكن أنوى ان أعطيه صوتى ولكن أتعجب من هذا الميزان الذى يزن الأمور بمكيالين ورغم كل هذا نجد المرشحين للرئاسة يسيرون فى دعايتهم ومن يساندهم كل يغـنى على مرشحه دون أن يتأمل المشهد كيف نبنى بيتاً على أنقاض بيت آخر دون تطهير الأرض
وتأسيسها جيداً ؟! حتى يكون بناءً مكتمل ومتماسك البنيان
لايحمل ثغرة تعـيدنا للنظام القديم لماذا العجلة ولماذا يعتقد الكثيرون ان انتخابات الرئاسة هى نهاية حكم العسكر ونهاية ما نحن فيه ؟! إن هذه الانتخابات لاتعدو عن كونها مقامرة إما أن نربح كل شئ او نخسر كل شئ والحقيقة أننى لاأراها إلا بداية لأمر جلل ربما لا أستطيع تحديده ولكن أعتقد أنها
ليست النهاية كان الأجدر بالقوى السياسية ومعها الثورية التى قررت المشاركة فى الانتخابات
أن تضغط حتى يتم سحب هذا المرشح ومعه مرشح آخر ينتمى للنظام البائد فى تصريحاته وبرنامجه الانتخابى الذى قال عنه الخبراء أنه إصلاحى مع استمرار النظام القديم وربما كان هذا هو المرشح الحقيقى للنظام والفريق شفيق هو الدرع الواقى له كما يعتقد البعض وما يُثار على مواقع التواصل الاجتماعى لماذا نعقد انتخابات بهذه الأهمية فى هذا الجو المسموم ؟! المحفوف بالمخاطر ناهيك عن استمرار مسلسل الحرائق فى البلاد الذى لانعرف من يقف وراءه وينال من اقتصادنا ولقمة عيش الفقراء وهو استمرار لصرف الأنظار عما يحدث وإمعاناً فى تخويف الناس بالانفلات الأمنى
لماذا نستهين بدماء الشهداء وآلام المصابين ؟ إننا نتصارع على المجهول الذى ربما يحمل لنا رئيساً
لا نأمن معه على ما هو أهم من الرئيس والبرلمان المتغيرين وأعنى الدستور الذى مات الحديث حوله فى ظل الانشغال بما نحن فيه من صراع على الرئاسة إننا نسير فى طريق مظلم نحو مجهول
وهنا لا اجد إلا أن أقول ( اللهم إنى لاأسألك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق