الثلاثاء، 8 مايو 2012

الرضا بقضاء الله

الحياة لاتسير بنا كما نريدها ونتمناها ولعل فى ذلك حكمة عـظيمة فربما لو سارت كما نريد ونتمنى ربما كان ما نتمناه هو عـين الضرر وكنت أسمع وأنا صغيرة أن الرضا بالقـضاء والقدر من أركان الإيمان فأقول نعم أنا مؤمنة بقضاء الله وقـدره
ولكن حينما لاتأتى الأحداث كما اشاء كنت أثورمن داخلى وأحـزن بشـدة وربما بكيت بشـدة لعدم تحقق امر كنت اريده وبذلت فيه جهداً عظيماً ولكن حقاً الدهرخير مؤدب فكلنا تعلمنا الأيام والمتأمل للحياة وللأحداث التى تمر عليه يتعلم أكثر
وهنا أقـص عليكم موقفاً من مواقف متعددة تعلمت بعده أن أرضى بقضاء الله
حينما تخرجت فى كلية الآداب بقسـم اللغة العربية  كان أملى أن أعمل بالإعلام فى إعداد البرامج التليفزيونية وقام اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى  بعمل إعلان عن طلب مراجعين لغويين للإذاعة المصرية واعتبرت ذلك سبيلاً لتحقيق ما أريد وهنا تقدمت للامتحان وكان طويلاً فى وقت قصير وبالفعل نجحت فى التحريرى وأرسلوا لى كى أتقدم لامتحان الشفـوى وكم كانت سعادتى بالغة وخاصة عندما دخلت للامتحان وكنت قد علمت أننى حصلت على درجات جعلتنى فى المقدمة وتأكدت أن الوظيفة إن شاء الله من نصيبى وبالفعل تقدمت لامتحان الشفوى
وكان بسيطاً وسلساً أكثر من التحريرى ووقتها تيقنت من تعيينى فى الإذاعة ولكن كم كانت حسرتى وحزنى الشديد البالغ حينما علمت أننى لم أُعين وعلمت من صديقة مقربة لها اقارب فى التليفزيون
أن العمل فيه بالواسطة مهما كانت قدراتى وكفاءتى وتألمت ألماً ضاعت معه كل أحلامى وبدأت أفكر فى اتجاه آخر وهو أن أبحث عن وظيفة اخرى لأن الجلوس فى البيت بدون عمل أمر مؤلم وممل يشعرنى أنى بلا قيمة وبلا نفع لغيرى وبالفعل أُعلن عن مسابقة فى التربية والتعليم لطلب معلمين وتقدمت وفزت بالوظيفة وتم تعيينى ولكن ظلت المرارة بداخلى وظللت ناقمة على فساد المجتمع
الذى لا يعترف بالكفاءة وإنما بالواسطة ولكن بمرور الأيام ابتلعت مرارتى ورضيت بما قسمه الله وحينما رضيت أرضانى الله وادخل بى نوعاً من الحب للمهنة ولا سيما أننى أحب اللغة العربية وكان هذا مما يهون على وبمرور السنوات وتخرج أعداد من الطلاب كانوا يسألون عنى دائماً ويحرصون على زيارتى مع أولياء أمورهم  الذين دائماً ما كانوا يسبغون على دعواتهم التى كانت تسعد قلبى وأحتسب عملى فى التربية والتعليم لسنوات  عند الله فى ميزان حسناتى وبعد مرور سنوات طويلة نسيت فيها أحلامى قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة وكلنا يعلم دور الإذاعة والتليفزيون الحكومى فى الثورة وكيف كان خائناً بل ومحرضاً على قتل المتظاهرين وكيف بعد الثورة تعرض العاملون للقمع والقهر والتهديد بقطع الرزق كما علمت بتأخر رواتب المستضعـفين وقلة أجورهم ورغم أن راتبى فى التربية والتعليم ضئيل إلا أننى وجدتهم أسوا حالاً منى حينئذٍ علمت حكمة الله فى الكون وحمدت الله فى قرارة نفسى فربما كان هلاكى فى هذا الجهاز البشع وخاصة أن الله يعلم أنى لا أتحمل كغيرى قهراً فربما اضطررت لترك هذا المكان بعد فترة ولم ألحق بالوظيفة فى التربية والتعليم وولا أحصل على شئ فى النهاية وهنا تعلمت ان قضاء الله خير وتعلمت أيضاً أننى حين أرضى بالقضاء يرضينى الله بل ويرفع عنى البلاء والحزن
اللهم ارضنى بقـضائك واجعلنى من الصابرين )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق