هذا مقالى تعليقا على تطور الأحداث فى مصر قبيل انتخابات الرئاسة وخاصة مع مفاجأة كبرى وهى ترشح ــ عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع ــ لرئاسة الجمهورية وكيف أثار ذلك دهشة وذعر فى الشارع المصرى وأوساط السياسيين والعبرة المأخوذة من هذا الموقف وهذا هو المقال:
تمر مصر فى هذه الأيام بلحظات عـصيبة وحرجة وظروف غاية فى الدقة ولا ابالغ حين أقـول أنها ستحدد مصيرنا جميعاً مصير ثورتنا العظيمة وهى لحظات تحتاج منا تفكيراً متمهلاً ومحكماً كما تحتاج منا نبذ
الأنانية والشماتة التى لا أرى لها مبرراً فبعض القُوى الثورية يبدو أنها تتلذذ بحالة من الشماتة
فى الإسلاميين متناسية أننا جميعاً فى سفينة واحدة فإن نجت نجونا جميعاً وإن هلكت هلكنا جميعاً
هذا هو الواقع الذى نعيشه ولا مجال لشماتة أو لتأنيب وإنما يجب أن نتعلم من أخطائنا
كلنا أخطأنا فمنا من أخطأ عن جهل سياسى ومنا من أخطأ عن طمع ورغبة فى الاستحـواذ بكل شئ
وهذا ما يجب أن نتعلم منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) لهذا لسنا ملائكة ولا معـصومين وإذا كانت الظروف أثبتت أن حركات الشباب الثورية وفى طليعتها 6أبريل كانت على صواب فعلى القوى الكبرى
صاحبة الأغلبية البرلمانية الاعتراف بذلك وكفاها غطرسة وتكبر لا مبرر لهما لأن
الواقع الفعلى أثبت جهلهم السياسى الشديد
والوضع العصيب الذى نعيشه لايحتمل تكبر ولا غطرسة وإذا كنا لمسنا شيئاً من ذلك فى مليونية الجمعة
الماضية مليونية حماية الثورة حيث لاشعارات إسلامية ولا حزبية والحديث عن الوطن الواحد وعلم مصر
ونشيدها الوطنى ولكن كل هذا لايكفى لرأب الصدع وجمع الشمل فالأمر يحتاج إلى إثبات حقيقى لحسن
النية ولطمأنة الفصائل الأخرى وما أقصده هنا الآن يتلخص فى عدة أمور:
أولاً الاعتراف بخطأ تقدير الإسلاميين للأمور وأن الشباب كانوا على صواب
ثانياً رد الاعتبار للشباب الذين اتهموا بالبلطجة واتهامات أخرى تسئ لهم وعلى رأسهم فتاة أحداث
مجلس الوزراء
ثالثاً التعهد بالقصاص لكل شهداء الثورة بدءاً من 25يناير 2011 وحتى آخر شهيد فى الأيام الماضية
رابعاً سحب مرشح الإخوان قبل الحديث عن الاتفاق والالتفاف حول مرشح واحد يعبر عن الثورة
خامساً الاتفاق على المشاركين فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بتوافق جميع القوى الثورية
وعدم الاستحواذ والسيطرة عليها
سادساً الإصرار على سحب الثقة من الحكومة وحلها حتى لو تم التهديد بحل البرلمان فليتم حله
فلا يمكن القبول ببرلمان يجعل نوابه خيالات مآته وإذا تم حل البرلمان فلدينا شرعية الميدان
وهى أقوى من شرعية مجلس الشعب
ويدفعنى لهذه المطالب أمران :
الأول أن يثبت الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان حسن نواياهم وذلك لينالوا المصداقية من القوى الأخرى
التى أُضيرت من تحالفهم مع العسكر وصمتهم على انتهاكاته الجسيمة وكرد اعتبار بسيط لهم
الثانى حل جميع مشكلاتنا التى عانينا منها فى الفترة الماضية وتصارعنا عليها فالمشكلة قائمة سواء كان عمر سليمان ضمن المرشحين أو لا لأن لدينا مرشحين من النظام البائد وهذا يجعل الأمر غاية فى الخطورة
فلابد لنا أن نتحد وأستعير تعبير الدكتور البرادعى قوتنا فى وحدتنا وعلى الإخوان وبقية التيارات الإسلامية
أن تعلم أن المشكلة ليست عمر سليمان إنها المجلس العسكرى الذى كشف عن نواياه للإسلاميين الذين
يثقون فيه ثقة عمياء عليهم ان يعلموا أن أمانهم فى توحدهم مع بقية القوى الأخرى حتى يجعل الله لنا جميعاً مخرجاً وهذا رابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق