الجمعة، 13 أبريل 2012

تأملات فى المشهد السياسى

هذا المقال يتحدث عن تأملاتى فى المشهد السياسى المصرى وما آلت إليه الأمور فى مصرخاصة بعد ترشح عمر سليمان للرئاسة والقطع بأن سيناريو مصر الذى يسير
فى الاتجاه المعاكس للمنطق أفضل من سيناريو تونس الذى يسير وفق المنطق وهذا هو المقال : منذ أيام كنت أتابع أحد المحللين السياسيين فى أحد برامج ( التوك شو ) وكان يتحدث عن سيناريو تونس وكان يرى أنه أفـضل من مصر بكثير ومبرره أن تونس تفادت أخطاء كثيرة وقعت فيها مصر وتسببت فى تعـطيلنا ولا أخفى أننى لفترة آمنت بهذا الرأى بل كثيراً ما تملكنى الغضب كلما رأيت تونس تسير بخطى ثابتة وبترتيب منطقى ولكنى منذ فترة بدلت رأيى إذ شعرت أن العكس صحيح
بل بتأمل المشهد السياسى المصرى مع تلاحق الأحداث العصيبة وجدت أن السيناريو المصرى هـو الأنسب لها لأن ببساطة مصر ليست تونس فكل بلد ولها طبيعتها الخاصة ومصر لها ظروف وطبيعة
تختلف تماماً عن تونس رغم أن العروبة والإسلام تجمعهما إلا أنهما يختلفان اختلاف أصابع اليد فمصر دولة متدينة وتبجل رجال الدين أكثر من تونس التى يطلق على شعبها شعب فرانكو أراب والشعب المصرى أقل وعـياً ولاسيما سياسياً من الشعب التونسى لهذا ما يصلح لتونس وإن كان هو المنطق بعينه لايصلح لمصر فلماذا؟
إن السيناريو المصرى اختلف عن تونس فى ثلاثة أمور وهى الدستور والمجلس الرئاسى المدنى وقانون العزل السياسى ولو سرنا على نهج تونس لفشلت الثورة عفواً لست من المتشائمين والمدعين بفشل الثورة وتراجعها بل على العكس من ذلك
فلو جئنا للدستور لو كان
أولاً :
فى ظل دولة تقدس رجال الدين دون أن تختبرهم لكان الدستور اليوم إسلامى لأن ذلك كان سيأتى دون اختبار للإسلاميين على أرض الواقع ولكن جاء المجلس أولاً ليؤكد فشلهم السياسى حتى الإخوان الذين ظننا خطأً انهم محترفو سياسة ولكن التجربة أثبتت فشلهم بدرجة امتياز وأنهم لا يملكون من مهارات فى السياسة سوى حديث الحلال والحرام باعتباره مفتاح السيطرة على المصريين ولكن بعد فشل البرلمان ووقوعه فى الكثير من الأخطاء وخاصة بعد ثبوت فشل نعم للتعديلات الدستورية و تعلم المصريون أن العضو الكفء أفضل من العضو الملتحى
 أو المؤذن 
ثانياً :
تشكيل المجلس الرئاسى المدنى الذى ربما كان سيصلح من شأن احوال الناس فيهدأوا
قليلاً ولكن رفض المجلس العسكرى واستأثر بالحكم والحقيقة أنه لم يكن يتعامل مع المصريين برفق ولين لتقديره لظروفهم الاقتصادية ولكن الفوضى التى انتشرت فى مصر كانت ممنهجة ومقصودة وعدم اتخاذ إجراءات للردع كان هدفه أن تعم الفوضى وتتوقف عجلة الإنتاج حتى يصرخ البسطاء ويستنجدون بالمجلس بل ويتشبسون برئيس صارم يتعامل مع المصريين بحزم لضبط شئون البلاد ولكن هذا كان فى صالح الشعب المصرى الذى ترسخت فيه ثقافة الوعى بحقه والتمسك به والتمرد على الظلم والفاسدين ولن يستطيع أى طاغية محو هذه الثقافة التى اكتسبها المصرى بسبب صعوبة الظروف التى عاشها فى ظل المرحلة الانتقالية أما الأمر الثالث وهو قانون العزل السياسى والذى يحتل الساحة الآن فإن عدم صدوره مبكراً
كان أيضاً لصالحنا فقد نتج عن ذلك اجتهاد الشباب فى البحث عن اسماء الفلول أثناء انتخابات مجلس الشعب ودشنوا صفحات لهم وانتشروا فى أنحاء مصر لتبصير الناس وتوعيتهم وهى خطوة هامة
لإيقاظ الوعى السياسى ونبذ السلبية التى ترسخت فى عدد ليس بالقليل من الناس فى مصر نتيجة تجريف الوعى المصرى وأخيراً لما تجرأ اللواء عمر سليمان على الترشح للرئاسة والذى يرى الكثيرون أنه سيكون الشرارة لقيام ثورة ثانية أثق فى قربها وأثق انها ستكون واعية ولن يقفز عليها المنافقون ولا المتاجرون بالدين وستكون أصوب من الموجة الأولى التى كانت مرحلة
إيقاظ للوعى المصرى فلم يعد الرئيس أباً ولا أخاً ولا أى مسئول فى الدولة فصرنا نؤمن أنهم يعملون عندنا كما تكشف الفساد فى كل قطاعاته وهى خطوة أولى لمواجهته والقضاء عليه وآمنا أننا دولة غنية تحتاج لتطهير حتى نحصل على حقنا إن المسئول عن شئون البلاد حينما تولى أمرها أراد وضع العربة أما الحصان
وأن تسير المرحلة الانتقالية فى الاتجاه المعاكس وذلك لتفشل الثورة ويكفر بها المصريون ويرفضون الحرية والديموقراطية التى دفعت بهم للهاوية ولكنه مع الأسف خطط لصالح الثورة دون أن يدرى و يحضرنى هنا قوله تعالى
( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
لذا فإن السيناريو المصرى أفضل من سيناريو تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق