لا تـديـنوا فتـدانوا

خلق الله الإنسـان ووهبه إرادة وشهوة وبصره بطريق الحق وطريق الشر كما قال تعالى : ( وهـديناه النجـدين ) أى الطريقين إذن كل منا لديه نوازع للشـر ونفس أمّـارة بالسـوء لهذا ليس منا معـصوم من الخـطـأ لذا لانملك حـق إدانة الناس وتوبيخهم مهما ارتكبوا من أخطاء  والأزمة أننا لو أدنا الآخـرين بشـدة فإننا نقع فى ما يقعون فيه ليعلمنا الله أنه لا يملك الإدانة 
إلا هـو ومع هذا فهو غـفاتر للذنوب التى لا نقبلها وأخص هنا بالذكر قصة حدثت لى وعلمتنى ألا أدين الآخـرين 
عـندما قـرأت عـن الرسـام ( بول جوجان ) علمت أنه كان يعمل ببنك ولديه أسـرة وكل ما يتمناه المرء ولكنه كان يعشق الرسم فترك أسرته وذهب إلى جزر تاهيتى كى يرسـم ويحقق حلمه وأتذكر أنى وقتها وصفته بالغباء وقلة الوعى كيف يترك حياة مليئة بالنعم وسبل الرفاهية كى يرسم ولكنى لم أكن أفهم نفسية إنسان فقد كنت صغيرة فى الخامسة عشر من عمرى وبعد أن كبرت وعملت بالتدريس ولم أكن أحبه ولكنى أقنعت نفسى أن أحب ما أعمل حتى أعمل ما أحب
ولكنى كنت أخدع نفسى لأنى بمرور السنين اكتشفت أنى لا أستطيع أن أستمر هكذا لأنى أحب الكتابةولكنى لم أجد فرصة أو سبيل لنشر أعمالى وقررت أن أستقيل من الوظيفة فى وقت كانت الوظيفة أشبه بكنز عـظيم واتهمنى زملائى بالجنون ولحظتها تذكرت تعليقى على الرسام ( بول جوجان )
فقلت سبحان الله كل إنسان له مبرراته لأفعاله