الجمعة، 6 أبريل 2012

دولـة المرشـد (2)

هذا الجـزء الثانى من مقال دولة المـرشد ويدور حـول تطور الأوضاع بعد وصول الإخوان إلى البرلمان وسيطرتهم على جميع مقاليد الأمور بما فيها ترشح نائب المرشد ( خيرت الشاطر ) للرئاسة والسيطرة على الجمعية التأسيسية للدستور وهو ما ينذر بالتمهيد لسيناريو إيران فى مصروهذا هوالمقال:
تحدثنا فى الجـزء الأول من هذا المقال عـن الثورة الإيرانية ومن بعدها الجمهورية الإسلامية وكيف أطاح الخمينى بخصومه وفى هذا الجزء نتحدث ‘ن الثورة فى مصر وجهود الإخوان للتكريس لهذه الدولة فى مصر منذ رحـيل مبارك
ولنتأمل الصورة معاً لقد بدأ تفتيت القوى الثورية مع استفتاء الدستور وكان الإخوان ومع االقوى الإسلامية فى طليعة من كرسوا لنعم حفاظاً على الهوية ومعها بدء شق الصف وبعدها بدأ الإخوان مقاطعة المليونيات التى يدعو لها شباب الثورة وعلى رأسها حركة 6أبريل ونتوقف سوياً هنا لماذا يفعل الإخوان ذلك ؟
بتأمل بسيط نعرف أنهم أولاً  يريدون تصدر المشهد فى كل شئ إذا كان هناك دعوة لمليونية فهى التى تدعو ومن يفعل ذلك سواها تقاطعه وتشوهه كما حدث فى جمعة الغضب الثانية
ثانياً هذا يؤكد فكرة الاتفاق والتحالف مع العسكر لضرب القوى الثورية وخاصة أن اتهامات
العمالة والتمويل لقوى 6أبريل ومن يساندهم صدرت من المجلس العسكرى وبعدها الإخوان
إنهما يتفقان فى كل شئ
وفى أحداث شارع محمد محمود أدلى بعض شباب الثورة أن بعضاً من شباب الإخوان انصياعاً
لأوامر الجماعة أقاموا بأجسادهم حائط صد لمنع دخول أى احد للشارع مما يؤدى لهلاك الثوار بالشارع ثم جاءت أحداث مجلس الوزراء الدامية ورفض الإخوان النزول للميدان
وبرروا ذلك بأنها مؤامرة لإفساد الانتخابات التى رددوا مراراً وتكراراً أنهم لايريدون إلا
قلة قليلة من مقاعد المجلس وإذا بنا نجدهم يسعون للسيطرة على المجلس لقد كانوا
يصارعون الآخرين فى حملاتهم الانتخابية وشباب الثورة يموتون فى أحداث مجلس الوزراء
و أعراض الفتيات تنتهك ولم يندى جبينهم لهذه الفعال المشينة بل وجدنا القوى الإسلامية
وهم معهم يستنكرون خروج الفتيات ويشاركون العسكر فى التشويه
وجاءت حكومة الجنزورى على غير رضا الشارع ولم يحركوا ساكناً وهم يعلمون أنها
من بقايا النظام القديم ولكنهم دعـموا  هذه الوزارة بدعـوى الاستقرار لحين انتخاب رئيس
جمهورية يتولى الأمور وتوالى فشل هذه الحكومة ولم يحرك الإخوان ساكناً بل الأخطر
من ذلك أنها لم تحاول إعلان فشلها مع أحداث الألتراس الدامية وكل ما تم كان مجرد مسرحية
وتعتيم على ما حدث بعد احداث بورسعيد الدامية حيث كان الشباب يقتلون فى محمد محمود
ويفقدون عيونهم والكتاتنى يعلن أن وزير الداخلية أخبر أنه لم يطلق خرطوش وهكذا
تحالفوا مع العسكر وصار الحليف القوى لهم ضد القوى الأخرى ثم جاءت الفجيعة الكبرى
ورحيل الأمريكان المتهمين فى قضية منظمات المجتمع المدنى والتى أدلى فيها السيناتور الأمريكى جون ماكين الذى أشاد فيها بالدور الإخوانى للإفراج عن المتهمين
وإذا كان الأمر صحيحاً فهذا يعـنى أنهم يحاولون الحصول على دعم الأمريكان حتى لا يكونوا
عقبة فى تنفيذ أهدافهم وإذا كانوا أبرياء فلماذا بعد رحيل الأمريكان أصدروا بياناً باللغة
الإنجليزية يؤكدون فيه على أهمية منظمات المجتمع المدنى وحقها فى العمل داخل
المجتمع وإذا كانوا غير متحالفين مع العسكر فلماذا لم يهاجم مقر الجماعة غير المرخصة مجهولة التمويل هى تساؤلات تجيب عن نفسها
ثم تصدر بعد ذلك السلاح الأكبر لتنفيذ أهدافهم وهو الدستور الذى سيطروا فـيه
على الجمعية التأسيسية التى ستقوم بكتابته مقصين أساتذة كبار قاموا بكتابة دساتير
بعض الدول لماذا ؟ لأنهم يريدون أن يستمروا فى الحكم بقوة الدستور لأنهم يعلمون أنهم بمرور الوقت ستنكشف ألاعيبهم ولا أمل لهم فى البقاء إلا بالدستور  أما الأزمة المفتعلة بينهم وبين المجلس فهى مسرحية لضرب عصفورين بحجر هم يعلمون أن حكومة الجنزورى فاشلة ومرفوضة منذ البداية ولكن لا ينبغى إعلان
ذلك إلا منهم هم وحدهم هى سياسة الانفراد بالقرار وفى الوقت الذى يحددوه وأيضاً ليحسنوا صورتهم ويستعيدوا رصيدهم لدى الشارع ولكنهم يعلمون جيداً أنهم لا يستطيعون إقالة الجنزورى منذ بدء انتخابات مجلس الشعب ورغم ذلك صارعوا من أجلها للسيطرة على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور كما سيطروا على النقابات و يأتى أخيراً الفصل الأخير من المسرحية بترشيح الشاطر ولماذا الشاطر وليس عبد المنعم أبوالفتوح إن الشاطر نائب المرشد المنفذ لسياساته وهو رجل الصفقات كما قرأنا
منذ أيام عن صفقاته مع النظام القديم والآن مع أحد المرشحين السلفيين الذى فشل فى الوصول
لمجلس الشعب فتم إدراجه فى الجمعية التأسيسية وترشيحه يعد مكسباً فى كل الأحوال إذا فاز
فى الانتخابات فيضمن لهم البقاء الآمن فى المجلس ويتم السيطرة
على كل شئ وإذا لم يفز تفتت الأصوات لصالح مرشح بعـينه يضمن للعسكر الخروج الآمن
ولهم أيضا تحقيق أهدافهم باعتبارهم حليفه إنها سياسة الملتوين ولا تمت للدين بصلة
إنهم يريدون السيطرة على كل شئ لإعادة نظام مبارك وهذا يفسر احتفاظهم بالجماعة الدعوية
 التى تستقطب الشباب والصغار باسم الدين  ثم سرعان ما يتم استخدامهم فى العمل السياسى
لابد أن نتتبه إلى اين ستقودنا اختياراتنا فى انتخابات الرئاسة أو تخاذلنا فى قضية الدستور
ولا املك هنا سوى التوجه إلى الله بالدعاء ليرفع عنا البلاء مستعيرة دعاء ابنة الشاطر
حين أُعلن ترشحه للرئاسة  ( اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيراً منها )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق