الجمعة، 6 أبريل 2012

دولة المرشـد (1)

هذا الجـزء الأول من مقالى دولة المرشد وفى هذا الجزء أتحدث عن سيناريو الثورة الإيرانية وتحولها من إمبراطورية إلى جمهورية إسلامية حيث أنها جمهورية إسماً ودولة ديكتاتورية فعلياً يحكمها من وراء  وهذا هو المقال: 
إن قراءة التاريخ ليست للتسلية ولكنها للعـبرة والعـظة والهالك هو الذى لا يقرأ التاريخ ويعى دروسه جـيداً ولنا فى الثورة الإيرانية أكبر عـبرة ولاسيما
ونحـن الآن نعـبر من سيناريو رومانيا الذى طال الحـديث عـنه إلى سيناريو ثورة الخمينى  وما تلاها من مأساة للشعـب الإيرانى لقد قامت الثورة الإيرانية على مرحلتين فى المرحلة الأولى تكاتفت القوى الثورية
الليبرالية واليسارية والعلمانية ومعها القوى الإسلامية ضد الشاه حيث كان الخمينى منفياً خارج البلاد وكان ذلك عام 1977 واستمرت الثورة بمظاهرات حاشدة ضد شاه إيران حتى عام 1979 عـندما تم الإطاحة بالشاه ( محمد رضا بهلوى ) وعـاد الخمينى إلى إيران وكان هناك صراع دائر بين القوى السياسية من يستولى على مقاليد الأمور  ولكنهم فضلوا
أن يتولى الأمر رجلاً طاعناً فى السـن وخاصة وهو يؤكد مراراً وتكراراً أنه لا يرغب فى الحكم
وأنه رجل دين ومع توليه مقاليد الأمور بدأت ثورة خـفية للإطاحة بالقوى الأخرى والتأسيس
لدولة ظاهرها الدين وباطنها الديكتاتورية ينفرد فيها الخمينى بالأمر والنهى
وتم ذلك عـن طريق الاستيلاء على المرافق الحيوية
وبعد تم إعـداد الدسـتور الذى أعطـى للفقيه ( الخمينى ) صلاحيات أكثر من صلاحيات شاه إيران
الذى تم خلعه بقوة الثورة ومن هذه الصلاحيات عـزل رئيس الجمهورية وتعيين الوزراء وعزلهم واختيار المدعى العام ورئيس المحكمة العليا وأصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة
وهكذا صار دستور الجمهورية الإيرانية دستوراً ملكياً مستبداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى
وقام الحزب الجمهورى الإسلامى ( حزب الخمينى ) بترشيح رئيساً للبلاد حتى يسيطر على مقاليد الحكم واختار لذلك شخصاً أجنبياً ولكنه خاضع للخمينى يستخدمه كوسيلة لتحقيق ما يريد
ورفض الشعـب هذا المرشح وانتخب منافسه فلجأ الخمينى لتزوير الانتخابات فى البرلمان
وعندما ثار الشعب خرج الخمينى على شاشات التليفزيون مؤكداً نزاهة الانتخابات
وبمرور الوقت تم الإطاحة ( ببنى صدر) أول رئيس منتخب فى إيران واستطاع الهروب لفرنسا
وهكذا استقر الأمر للخمينى وأنصاره وبعدها قام بسلسلة من الإعدامات لمعارضيه
مهد لها فتوى أصدرها الخمينى بأن اليساريين يحاربون الله وأنهم مرتدون عن الإسلام
واتهمهم بالتجسس والعمل مع العراق وتمت عمليات الإعدام التى تقول الإحصائيات أنها
تتراوح بين  3000إلى 8000 سجين سياسى  ورغم تكتم الأمر إلا أن كثرة الأعداد
كانت سبباً فى افتضاح الأمر مما أدى على اندلاع عمليات عنف فى إيران وبعدها تم فرض الحجاب وكان يشترط اللون الأسـود بصفة خاصة فى عهده وتم إجبار النساء على الحجاب
من خلال فصل النساء غير المحجبات من الوظائف واعتقالهن من قبل
شرطة الآداب وحبسهن وهكذا استتب الأمر للخمينى وأقيمت دولة تبدو ظاهرياً تحمى
الشريعة وتقوم بتطبيقها ولكنها فى حقيقة الأمر دولة مستبدة لا تعرف إلا رأياً واحداً رأى
 المرشد ومن يخالفه يصبح ضده ويكفى أن تعلم أن خامنئى المرشد الإيرانى الآن كان يفخر
منذ فترة أنه يكتفى بحبس معارضيه ولا يعدمهم كما كان الخمينى يفعل وهذا يعنى أن دولة المرشد لا تعترف بمعارضة أو اختلاف معها فى الرأى لأن قراراتها بوحى إلهى لا يعـرف
الخطأ ولذلك لا يقبل الرأى المخالف له  وهكذا صار الحاكم الفعـلى للبلاد دستورياً ورأيه
هو النهائى لذا لا أهمية لرئيس يأتى أو يرحل  وهذا لايمت للدين بصلة ولا للديموقراطية
ويمكنك أن تتبين هذا الظلم فى تصريحات نجاد الذى يرى أن سياسة بشار الأسد
 سياسة رشيدة أما خامنئى المرشد الأعلى للجمهورية فقد أعلن أنه يساند إصلاحات
بشار فى سوريا إنهم يساندون الظلم والظالمين لذا لا تتوقع منها العدل مع ذويها لن القيم الإنسانية لا تتجزأ وللحديث بقية إن شاء الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق