الجمعة، 30 مارس 2012

حـوارات الدسـتور

هـذا مقالى عن الحوارات والجدل الدائر حول الدستور والجمعية التأسيسية وكيف يتم صرف أنظار الشعب عن الدستور بالحديث عن معوقات جمع التوكيلات لمرشحى الرئاسة تارة والحديث عن الدعاية لهم فى فترة قياسية والمادة 28 التى تحرم الطعن على انتخابات الرئاسة وأمور أخرى وهذا هو المقال: حـوارات الدستور
منذ بدأ الحـديث عن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وسادت معها حالة من
لن هذه الجمعية هى المنوطة بوضع الدستور الذى سينظم شئون حياتنا فى المستقبل الذى طالما حلمنا به وفقدنا من أجله عدد غير قليل من زهرة شبابنا وعـيونهم لذا فكان الترقب والحذر فى محلهما ليس هذا فحسب بل إن الأغلبية البرلمانية طيلة الفترة الانتقالية أمطرتنا بأفعال أفقدتنا كل ألوان الثقة بها
فلم يعد لوعودها مكان فى عـقولنا ولا قلوبنا وبدأ التشكيك فى نزاهة اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية
ولكن لو تأملنا كيف سارت الأحداث لوجدنا تزامن ثلاث قضايا مع هذا الحدث ليست صدفة  حسب اعتقادى
الأولى مشكلات وعقبات فى طريق مرشحى الرئاسة فيم يخص التوكيلات والرقم القومى للمرشح
 والدعاية للمرشح فى فترة وجيزة وغيرها من العقبات التعجيزية فى طريق مرشحى الرئاسة فى مقابل مرشحين تذلل لهم كل العـقبات  والحديث عن احتمالات تزوير الانتخابات  والمادة 28 التى لاتمكننا من الطعن على انتخابات الرئاسة وامتلأت وسائل الإعلام بالضجيج فى هذه القضية ثم تلاها قضية مرشح الإخوان هل سيكون لهم مرشح أم لا سمح الله سيلتزمون بوعـودهم ولا يختارون مرشحاً من الإخوان
وفى حالة نقض الوعد من سيكون المرشح وتبعها حـوارات كثيرة عـن الأسماء المرشحة وغيرها
من الحوارات التى لا تنتهى و التى ضاقت بها عـقولنا طيلة الفترة الانتقالية وأخيراً وأعتقد ليس آخراً
ما حدث منذ أيام قليلة بين الإخوان والمجلس العسكرى وكيف تبدو العلاقة على حافة الانهيار
والحقيقة يا سادة لو أننا فندنا هذه القضايا الثلاث لوجدنا الآتى :
الرئيس القادم وإن كنا نحرص على اختياره بدقة فإنه أمر لا يحتاج لكل هذه الضجة لأنه باختصار
حادث متغير فلن نسمح لرئيس يحكم أبد الآبدين حتى لو حكمنا بمنهج عمر بن الخطاب سيحكم
لفترة ويرحل نعم سنتمسك بالمبدأ لأنه سيكفل لنا حاكماً عادلاً الأشخاص يفنون والمبادئ تبقى
وأما قضية مرشح الإخوان فقد اعـتدنا منهم على أن يعدوا ثم يتغير حديثهم بين يوم وليلة وأياً كان
من سيقع عليه الاختيار فهو رئيس ينطبق عليه ما قلته عن الرئيس منذ قليل
وأما ما حدث بين المجلس العسكرى والإخوان فلا تصدق أبداً أن هناك وقيعة أو خصومة  ولا تصدق أن الإخـوان يوجهون حديثاً شديد اللهجة للعسكرى وذلك لأن الإخوان لا حليف لهم سوى المجلس العسكرى
 بعد أن خسروا القوى الثورية التى تخلوا عـنها فى الأزمات التى مر بها الوطن وفى أحلك الظروف
 ولم يعد لهم سوى المجلس الذى أمسكوا بتلابيبه منذ  رحـيل مبارك وأما المجلس فلا تصدق أنه
يهدد الإخوان لأنه ببساطة  ليس له حليف سوى الإخوان أما القوى الثورية فلا حليف له لديها بعد
أن عصف بها جميعاً وخاصة قوى الشباب وأما الناس فقد خسر رصيده لديهم على مدار أحداث مؤلمة
انتهت بتدنيس كرامة مصر  على يد الأمريكان فى قضية التمويل إذن القصة لا تخرج عن كونها حوار كالحوارات السابقة والقضايا المفتعلة لصرف أذهاننا عن الدستور
حتى يقوم الإخوان بتفصيل الدستور حسب هواهم وبالصورة التى تضمن بقاءهم فى السلطة للأبد
ويضمن الجيش بنوداً تحمى مصالحهم لذا لابد أن ننتبه فلا ينبغى أن نضيع الثابت لحساب المتغـير
الرئيس متغير وما بين الجيش والإخوان يعنيهم وحدهم فكل منهم يعمل لصالحه وقد ذقنا منهما الأمرين
وأما الدستور فهو الثابت الذى سيحدد مستقبلنا ومهام الرئيس والبرلمان إنه مفتاح مصرنا الجديدة التى نحلم بها والديموقراطية التى نصبو إليها فلا ينبغى أن تنصرف أذهاننا أبداً عـنه ولا ننشغل بمليونيات
الإخوان المزعومة أو  خلع الحكومة الجديدة لابد أن نركز فى أمر واحد نوليه كل وقتنا وجهدنا
 ألا وهو الدستور 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق